وخلاصة الكلام إخوتي الكرام..
إن الموتى يحسون كما قلت بما يجري حوله، ويعلمون ويستبشرون ويفرحون بمن يزورهم، ويسمعون الكلام الذي يقال بحضرتهم، تُعرض عليهم أعمال قرابائهم بعدهم، وهم يتزاورون فيما بينهم، ونفي الله جل وعلا السماع عن الكفار في قوله تعالى: {إنك لا تسمع الموتى..} نفي السماع عن الموتى، المراد من السماع هنا السماع الذي يترتب عليه أثره وهو الانتفاع والاهتداء، وكما قلت، هذا قول من قولين، والمراد من الموتى هنا موتى القلوب لا موتى الأبدان.
وإذا قلنا إن المراد بالموتى موتى الأبدان فالآية لازالت تقرر القول الأول فهذا مثل لمن ماتت قلوبهم، فكما أن ميت البدن يسمع ولا ينتفع فميت القلب يسمع ولا ينتفع، {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد} (?) .
أقول هذا القول واستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين.
اللهم صلِّ على نبينا محمدٍ وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيراً، وارض اللهم عن الصحابة الطيبين الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم ألهمنا رشدنا، اللهم ألهمنا رشدنا، اللهم ألهمنا رشدنا، اللهم قنا شرور أنفسنا، اللهم قنا شح نفوسنا بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم صلَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.