ب) إن قيل: لم قدم نفي السنة، وأخر نفي النوم، وقياس المبالغة يقتضى العكس، لأن السنة إذا انتفت عنه، فانتفاء النوم من باب أولى، فيكون ذكره تكراراً؟ فالجواب من عدة أوجه يجمعها أمران رئيسيان:
الأول:
إن فسر قوله: "لاَ تَأْخُذُهُ" بمعنى القهر والغلبة أي: لا يغلبه ولا يقهره، فالترتيب على مقتضى الظاهر، وبه تحصل المبالغة، والمعنى: لا تغلبه السنة، ولا النوم الذي هو أكثر غلبة منها، وإلى ذلك ذهب الأئمة ابن كثير، والراغب الأصفهاني، والرازي والخازن وحكاه الألوسي (?) – رحمهم الله جميعاً –.
الثاني:
... إن فسر الأخذ في وقوله: "لاَ تَأْخُذُهُ" بمعنى العروض والاعتراء، والمعنى لا يعرض له، ولا يعتريه، فالترتيب في الظاهر فيه إشكال، ولدفعه ذكر العلماء عدة أقوال:
أ) قدم نفي السنة على نفي النوم مراعاة للترتيب الوجودي، فوجود السنة سابق على وجود النوم، فلذلك نفى السنة.