.. ... إخوتي الكرام: لو قدر أن إنسان مالكي مع ناس يدينون الله بمذهب الإمام مالك. وان قضية ما دليل الإمام أبي حنيفة عنده أظهر في هذه القضية الأقوال كلها شرعية ولكن ارتاح لدليل الإمام أبي حنيفة وهذا لا حرج فيه – وهذا مطلوب من طالب العلم ولكن عند الفتيا لا يفتي الناس إلا بمذهب ذلك الإمام لئلا يصبح تشويش وهذيان ولغط وخصام ووحدة الأمة تقدم على كل شيء حكم شرعي لاح لك أنه مرجوح والثاني أرجح اعمل بما لاح لك ولكن عند الفتيا لست بمجتهد متبع للمذاهب أو مقلد: وهذا المذهب الذي يدين الله به أهل هذه المنطقة أفتى الناس به مع أنك تفعل بخلاف ذلك لا غضاضة ولا حرج لأنك استوعبت القضية ولكن هؤلاء سيعتبرون الخروج عن المذهب ضلالا وانحرافاً وزيغاً وفساداً والأمة بعد ذلك..بعضها في بعض فمصلحة الأمة ووحدتها تتقدم على كل شيء فأنت لا تفتي العامة إلا بما هو مقبول عندهم لا أقول على حسب أهوائهم لكن على حسب المذهب الذين يدينون الله تعالى به وأنت لو كنت في بلد يدينون الله بمذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه وأرضاه وافقهم على ذلك وأنت في فعلك يوجد ترجيحات واختيارات لكن عند الفتيا تقيد بالمذهب وهؤلاء تبعوا هدى الله المستقيم وشرعه القويم الذي هو في هذا المذهب كما هو في بقية المذاهب فأنت لئلا تصدع الصف وتشتت الشمل وتفرق الأمة وتجعل الخصام بينها فقل له الأمر فيه سعة هذا مذهب معتبر وهذا معتبر وأنت تقتدي بالإمام أبي حنيفة ولا تريد أن تقرأ الفاتحة وراء الإمام قول حق وهدى وصلاتك مقبولة –صحيحة – ومن كان حنفي المذهب فلا تجب عليه قراءة الفاتحة ولا تلزمه وتقرير المسألة ضمن مواعظ الفقه –الأمر فيه سعة احتملته الأدلة ورحمة الله واسعة –وأنت بعد ذلك عندك اطلاع انشرح صدرك لهذا أو لهذا أفعل لكن عندما يستفتيك وهو يدين الله بمذهب سيدنا أبي حنيفة قل له بالمذهب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015