وأحسن منه الجواب الثالث ألا وهو أن ذلك يختلف باختلاف حال الذاكرين، فمن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقد امتلأ قلبه بتعظيم الله جل وعلا وكأنه حاضر بين يديه كأنه أعتق بهذه الجملة الواحدة أربعة أنفس من ولد إسماعيل عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه، وإذا خف حضوره بين يدي الله خف من أجره لكنه لا ينقص عن أجر إعتاق رقبة مؤمنة، وتقدم معنا مثل هذا التوجيه في الأجور التي يحصلها الإنسان عندما يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام وتقدم معنا رواية المسند بإسناد صحيح من رواية ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة] وقلت لا تعارض بين هذا وبين الروايات الثانية الصحيحة التي أظهرت أن الله يصلي على من يصلي على نبيه عليه الصلاة والسلام، يصلي عشر مرات على من يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام واحدة، قلت هذا على حسب ما يقوم بالقلب من تعلق بالنبي عليه الصلاة والسلام وسبيل إليه ومحبة له عليه صلوات الله وسلامه وفداه أنفسنا وآباءنا وأمهاتنا، والأمر هنا كذلك، والأمر هنا كذلك، وهذا كما قلت جواب الإمام أبي العباس القرطبي وهو جواب معتبر قوي، وأحسن منه فيما يظهر لي وهو الذي يفحم من كلام النووي رحمه الله أنه لا منافاة بين هذه الأجور لدخول القليل في الكثير كما يقرر هذا بكثرة في شرح صحيح مسلم والعدد لا، وعليه إذا بهذه الصيغة أجر إعتاق رقبة، لا يتنافى مع أجر محررين أو مع أجر أربعة رقاب، والعلم عند الكريم الوهاب.
إخوتي الكرام: إذا قال الإنسان هذه الصيغ مرة أو عشر مرات أو مائة مرة ينال هذه الأجور، منها عتق الرقاب وأجور أخرى كثيرة تصاحبها.