إخوتي الكرام: تقدم معنا منزلة ذكر الرحمن في الإسلام، وأن هذه العبادة هي أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه بعد أداء الفرائض والواجبات، وإذا كان لهذه العبادة أعني ذكر الله جل وعلا هذه المنزلة في الإسلام، فإن صيغها تتفاوت في الأجر والرتبة والحظوة والمنزلة، فأعلى صيغ الأذكار كلمة التوحيد، التي من أجلها خلق الله الخليقة، وأسس الجنة والنار، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، كلمة لا إله إلا الله، فهذه أفضل الأذكار، وهي أفضل الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى العزيز الغفار، وقد قرر هذا نبينا المختار عليه صلوات الله وسلامه، ففي مسند الإمام أحمد والكتب الستة، والحديث في (الأدب المفرد) للإمام البخاري أيضاً، ورواه الإمام أبو عيين في كتاب (الإيمان) ، وهو في أعلى درجات الصحة، عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان] .
[الإيمان بضع وستون شعبة] ولا تعارض بين الروايتين، كما قرر أئمتنا لدخول القليل في الكثير.