الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه المباركين وأرض اللهم عمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله:

إذا امتدت الحياة بالأمة الإسلامية تبتعد عن الفهم السليم الذي ينبغي أن تتحلى به في كل حين وليست المشكلة عند المسلمين في إثبات النص ووجوده والعثور عليه ومعرفته إنما المشكلة تكون في فهم ذلك النص وتدبيره ومعرفة ما يراد به وحقيقة مما يُزعج الآذان ما سمعته في كثير من البلدان وآخر السماع ما نقل لي بعض -الأخوة الكرام- من أيام أن بعض طلبة العلم يوردون شيئاً من الشبه في الفهم حول بعض أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذه الشبه تتعلق بموضوع الذهاب إلى بيت من بيوت الله لسماع موعظة ولحضور درس فقال هؤلاء المتفقهون الجدد إن هذا يكون من باب شد الرّحل.. فإذا خرج الإنسان من حي إلى حي ليصلي في ذلك الحي وليسمع هناك خطبة أو موعظة أو يحضر درساً فقد شد الرّحل إلى غير المساجد التي أمرنا بشد الرحال إليها وهذا حرم لا يجوز وأن أعجب غاية العجب أن تنعكس المفاهيم وأن تُقلب الموازين في هذا الحين في هذا العصر الذي نعيش فيه فنجعل القربة والطاعة معصية (إنا لله وإنا إليه راجعون) .

إخوتي الكرام: نعم نهانا نبينا -عليه الصلاة والسلام- عن شد الرحال إلى مسجد من المساجد إلا إلى ثلاثة مساجد ثبت في المسند، والحديث في الصحيحين، وسنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجه من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- فهو في الكتب الستة مع المسند إلا سنن الإمام الترمذي من رواية أبي هريرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015