وثبت في المسند والسنن الأربعة ومستدرك الحاكم من رواية أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار والحديث صحيح وروى من طريق متعددة عن عدة من الصحابة الكرام رواه الإمام ابن ماجه في سننه عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري ورواه الحاكم عن عبد الله بن عمرو ورواه الإمام الطبراني في معجمه الكبير وغيره من طريق عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سُئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار. هذا سؤال المخلوق مخلوقاً لا مضرة فيه عند المسؤول ولا ينقص ما عند المسؤول وأنت أمرت بهذا السؤال فهذا مما يقدر عليه المسؤول ومما أمرت به أن تفعله ولا خير عليك في فعله بل أنت تثاب على القيام به، فهذا مما يقدر عليه المخلوق ولا يتضرر به المسؤول فينبغي أن نقوم به وأن نسأل أهل الذكر كما أمرنا ربنا جل وعلا سؤال المخلوق مخلوقاً فيما يقدر عليه ولا يتضرر بالإجابة عليه ولا يتضرر بقضاء حاجته السائل ولا ينقص المسؤول ما عنده فسئل فأنت تتسبب في تحصيل الخير لك وللمسؤول وعلمه بعد ذلك يتثبت عندما يجيب مع ما يحصل له من الأجر عند الله القريب المجيب.
الأمر الثاني: أن يسأل المخلوق مخلوقاً فيما يقدر عليه لكن المسؤول يتضرر لأنه سيُخرج ما عنده وما بين يديه وهذا يكون في الأمور الدنيوية فالسؤال في هذه الحالة له حالتان:
1) أن تسأل مخلوقاً مثلك عرضا من عروض الدنيا ومتاعاً من متاعها وشيء من حاجتها وأنت في غنى وفي كفاية وفي ستر وفي صيانة فهذا السؤال حرام وإن لم يكن شرك بالرحمن لكنه حرام، حرام وسيأتي يوم القيامة وليس في وجهه نزعة لحم إذا سألت وعندك ما يكفيك كما أجبر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم.