خلاصة الكلام أن من لجأ إلى إنسان في دفع ضر لا يقدر عليه إلا الرحمن لجأ إلى إنسان في جلب نفع لا يقدر عليه إلا الرحمن وليس هذا في وسع الإنسان فطلب منه ما ليس في وسعه ولم يجعل الله للبشر قدرة عليه من لجأ إليه في ذلك فقد أشرك بالله، لجأ إليه في مغفرة دنب في إنزال غيث في إخراجه من النار في، في..من لجأ إلى مخلوق في ذلك فقد حرف حق الخالق إلى المخلوق وأشرك بالله جل وعلا وهذا النوع الأول من أنواع سؤال المخلوق.
النوع الثاني: أن يسأل المخلوق في إمكان المخلوق أن يفضي حاجته وذلك المطلوب فيما هو في وسعه ومما أقدره الله على فعله فما حكم السؤال في هذا الحالة لذلك حالتان إخوتي الكرام الحالة الأولى: أن تلجأ إلى مخلوق فيما يقدر عليه مما أمرت باللجوء إليه وأمر هو أيضاً بأن يقضي حاجتك فهذا اللجوء محمود وإن كان في ظاهرة الذل ولكنه محمود وأمرنا به وهذا يكون في حالة واحدة إذا لجأت إلى مخلوق تطلب منه نفعاً فيما يتعلق بأمر الآخرة ليرشدك إلى علم نافع تعبد به ربك على بصيره فعندما تسأل أهل الذكر عن أمور الحلال الحرام هذا السؤال قد سأل المخلوق مخلوق والسؤال ذل ولو إلى أين الطريق لكن هذا الذل ينتج عنه العز ولا خير عليك في سؤال هذا المخلوق وليس هذا من باب الذل لذلك المسؤول عندما يجيب ولا يتضرر ولا ينقص ما عنده فأنت لا تضجره ولا تلح عليه بذلك ولا تؤذيه بل إنك تنفعه عن طريق تحصيل الأجر وعن طريق تثبيت العلم في نفسه فالمال ينقص بالإنفاق والعلم يزكوا بالإنفاق وعليه لا معرة ولا مفرة عليك في هذا السؤال بل أمرنا به وهذا ما أجمع عليه أئمتنا ونص عليه ربنا في كتابه فقال سبحانه: "فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".