والأمر الثالث: وأنا أقول لمن يقولون لابد من بديل، العجب لكم وعجبي لا ينتهي منكم ومتى كانوا أهل اللهو وأهل الطرب يعيشون هم الأمة تريدون أن تحركوا الأمة نحو الجهاد والكفاح ولا تريدون على زعمكم أن يشتغلوا بالتشدق والصياح فما الذي جرى منكم، تسكر وخنوثة وميوعة، فليتكم صحتم ونشدتم بغير هذه الخنوثة والميوعة، تريدون أن تحثوا الناس على الكفاح ثم جئتم بعد ذلك بهذه الأشعار تخنث وميوعة ومعها المزامير، متى كان المغني والرقاص ومن يعكف على اللهو يعيش همَّ الأمة؟ هذا حال الأمة، إن أبا سفيان كما تقدم قيل ذلك في موقفه بدر وقد أسلم بعد ذلك رضي الله عنه وأرضاه عندما انتصر المسلمون وقتل من المشركين سبعون، انظر للهم الذي يعيش، حلف أبو سفيان ألا يمس رأسه ماء حتى يثأر لأصحابه وحتى ينتقم من محمد وأصحابه وبقى ستة كاملة لا يصب على بدنه قطرة ماء حتى قاد جموع المشركين في موقعة أحد وكان ما كان، وهذا يريد أن يعيش هموم الأمة ومشاكلها يجلس بعد ذك يغني ويتخنث ويتكسر ويقول هو يعيش همَّ الأمة يا طبال ينبغي أن تبكي دماً لا دمعاً جولت بعد ذلك هذا الشعور إلى غناء والى طرب وإلى لهوٍ وتقول إنك تعيش همَّ الأمة ومشاكلها.