وأما العباد فحالهم كما قال شيخ الإسلام أبو عبد الله الإمام الشافعي عليه وعلى جميع أئمتنا رحمات ربنا وهذا الكلام عنه ثابت صحيح كما قال شيخ الإسلام الإمام ابن عبد البر في كتاب الانتقاء في تراجم الأئمة الثلاثة الفقهاء صفحة ثمانية في ترجمة الإمام الشافعي الذي لا يختلف فيه وهو أصح شيء عنه وأثبت ما قبل في الإيمان بالقدر وهذا الشعر نقله أئمتنا عن هذا العبد الصالح نقله الإمام البيهقي في الأسماء والصفحات وفي السنن الكبرى وفي كتاب الإعتقاد ونقله أيضاً في مجمل اعتقاد السلف عليهم جميعاً رحمة الله ونقله في كتاب البعث والقشور عن الإمام الشافعي ونقله أئمتنا خلاصة ما نقل عنه من أبيات تبين الصلة بين الخالق والمخلوق ويترتب عليها تعظيم المخلوق لخالقه وإجلاله له يقول الإمام الشافعي عليه رحمة الله:
ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت ... ففي العلم يجري الفتى والمسن
على ذا مننت وهذا خذلت ... وهذا أعنت وذا لم تعن
فمنهم غني ومنهم فقير ... ومنهم قبيح ومنهم حسن
ومنهم شقي ومنهم سعيد ... وكل بأعمالهم مرتهن
من استحضر هذا سيهاب الله وسيجله وسيخافه قطعاً وجزما ويحذركم الله نفسه صفة القدرة وبها ينفذ الله ما شاء وما أراد فهو على كل شيء قدير كما أنه بكل شيء عليم.