صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك هي قيام لليل، ولم يكن الاجتماع عليها في زمن نبينا عليه الصلاة والسلام ولا في زمن أبي بكر ولا في صدر خلافة عمر، ونبينا عليه الصلاة والسلام صلاَّها وشرعها وصلاَّها بأصحابه ثلاث ليال، ثم ترك بعد ذلك خشية أن تفرض على الأمة، والأمر كما في مسند الإمام أحمد والصحيحين وسنن أبي داود من رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه قالت: إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبدع العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته، يدع العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن تعمله الأمة ثم يفرض بعد ذلك هذا العمل على أمته، فلما كان الناس في عهد عمر رضي الله عنه في النصف الثاني من خلافته يصلون التراويح قيام الليل في المسجد مختلفين متفرقين ويشوش بعضهم على بعض، قال عمر رضي الله عنه: أرى لو جمعناهم، ثم جمع الرجال على أبي بن كعب، كما ثبت هذا في صحيح البخاري ومصنف عبد الرزاق وشرح السنة للإمام البغوي وموطأ الإمام مالك وجمع النساء على تميم الداري رضي الله عنه كما في سعيد بن منصور، وعلى سليمان بن أبي خيثمة كما في كتاب قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي، والتوفيق بين جمع النساء على تميم وعلى سليمان، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: لعل ذلك في وقتين، يعنى أحياناً كان يصلي تميم في بعض السنوات وأحياناً سليمان بن أبي خيثمة، تميم صحابي، وأما سليمان بن أبي خيثمة فقد ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال ابن سعيد في الطبقات (له رؤية لنبينا عليه الصلاة والسلام، وقد أورده الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز أسماء الصحابة في الفصل الثاني من حرف السين ليشير إلى أنه ولد في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، لكن هناك خلاف حول صحبته، وعل كل حال هو من الصالحين الأبرار، وكان عمر رضي الله عنه يعهد إليه في خلافته بأن يتفقد أحوال السوق، سليمان بن أبي خيثمة يؤم النساء هو وتميم، وأبي بن كعب يؤم الرجال وقد