الصورة الأولى: ثبتت في صحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: [لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة] بعد أن انتهت موقعة الأحزاب، وكفى الله المؤمنين القتال وأرسل على المشركين ريحاً وجنوداً لم تروها، وعاد المشركون من قريش إلى مكة المكرمة وبنو قريظة من اليهود في المدينة المنورة قد نكثوا العهد وغدروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وبصحبه الكرام، واتفقوا مع المشركين على الانقضاض على الدولة الإسلامية من داخلها ومن خارجها فبعد أن انتهت المعركة وذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيته أتاه جبريل عليه السلام قال [وضعتم أسلحتكم؟ قال نعم، قال لكنا نحن في السماء لم نضع أسلحتنا، إن الله يأمرك أن تتوجه إلى بني قريظة، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - منادياً ينادي من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلَّينَّ العصر إلا في بني قريظة] والحديث في الصحيحين فأسرع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، إلى اليهود الملعونين ليصفوا الحساب معهم، وهم في الطريق أدركتهم صلاة العصر، فانقسمت الصحابة إلى قسمين: قسم قالوا لم يُرَدْ منا ذلك، لم يرد بقول النبي عليه الصلاة والسلام: لايصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة لم يُرَدْ منا التأخير، (لم يُرَدْ) ، (لم يُرِدْ) ضبط بصيغة المبني للمجهول والمعلوم وكل منهما صحيح، لم يُرِد’ منا النبي عليه الصلاة والسلام تأخير الصلاة بقوله، إنما أراد منا الإسراع، رد لم يُرَد من ذلك، لم يُرِد منا ذلك] وعليه ينبغي أن نصيلي العصر في الطريق، ثم نواصل سيرنا إلى بني قريظة، وقال الفريق الآخر النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: [لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة] فلا يضليها إلا في هناك، ولو صلينا بعد المغرب أو بعد العشاء هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام، فصلَّى فريق منهم في الطريق، وصلَّى فريق منهم بعد غروب الشمس، عندما وصلوا بني