وهذا الحديث إخوتي الكرام الذي هو المسند عن أنس رضي الله عنه وفي إسناده رجل لم يسم رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في معجمه الكبير والأوسط من رواية أبي أيوب الأنصاري ورواه الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده من رواية جابر ابن عبد الله والأسانيد الثلاثة لا تخلو من ضعف كما قرر أئمتنا لكنها تعتضد ببعضها وقد كان أئمة الإسلام عليهم رحمة الله ورضوانه يقررون هذا بناءاً على هذه الآثار، فهذا شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) في المجلد الرابع والعشرين صفحة واحد وثلاثين وثلاثمائة 24/331 وقد أفاض في هذا الكتاب وكرر هذا الكلام في عدد من الصفحات لكن في هذا المكان سئل عليه رحمة الله عن الأحياء وإذا زاروا الأموات هل يعلمون بزيارتهم وهل يعلمون بالميت إذا مات من قرابتهم أو غيره؟ فأجاب رحمه الله ورضا عنه: الحمد الله نعم قد جاءت الآثار بتلافيهم وتساءلهم وعرض أعمال الأحياء على الأموات كما روى ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري وهذا الأثر الذي نقله الإمام ابن تيمية عن شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك بسنده إلى أبي أيوب الأنصاري، وهو في كتاب (الزهد) و (الرقائق) في صفحة خمسين ومائة صـ150 وبعد أن نقله الإمام عبد الله ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري موقوفاً عليه بيَّن أنه روي مرفوعاً إلى النبي عليه الصلاة والسلام كما تقدم معنا في رواية ابن أبي الدنيا ومعجم الطبراني الكبير والأوسط يقول الإمام ابن تيمية (كما روى ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري قال إذا قبضت نفس المؤمن تلقاها الرحمة من عباد الله كما يتلقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ويسألونه فيقول بعضهم لبعض انظروا أخاكم يستريح فإنه كان في كرب شديد قال فيقبلون عليه ويسألونه ما فعل فلان وما فعلت فلانة هل تزوجت، فإذا سأل عن الرجل قد مات قبله قال لهم إنه قد هلك فيقولون إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية،