زيارته آكد عليك إذا صار ميتاً لكن هذه المفاهيم الضالة التي وجدت في الأمة وأن الميت لا يسمع ولا يعي ولا يشعر ولا يستأنس نفرت الناس عن زيارتهم للموتى بعد موتهم.
إخوتي الكرام: إن الموتى كما أنهم يشعرون بزيارتك ويسمعون سلامك ويرونك عند زيارتهم إن الأمر أدق من ذلك بكثير فأعمالك تعرض عليهم أينما كنت وهم في قبورهم لأن السلطان للروح فإذا عملت خيراً استبشروا وفرحوا وإذا عملت غير ذلك حزنوا ودعوا لك بالهداية وهم أموات في قبورهم كما أخبرنا عن ذلك نبينا - صلى الله عليه وسلم - ففي الإمام أحمد، والحديث في إسناده رجل لم يسم كما قال شيخ الإسلام الإمام الهيثمي في (مجمع الزوائد) في الجزء الثاني صفحة واحد وثلاثين وثلاثمائة 2/331، والحديث من رواية أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائكم من الأموات فإن كان خيراً فرحوا واستبشروا، وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا] وهذا العرض يكون على الصالحين على المقربين وأصحاب اليمين، وأما من هم في سجين فنسأل الله أن يكفينا شرهم وألا يجعلنا منهم إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.