إخوتي الكرام: وقد مر ما يتعلق بقراءة القرآن عند المقابر كما مر معنا تلقين الموتى وفي هذه الموعظة سنتدارس الأمر الثالث وهو الذيل الثاني للمسألة ألا وهو سماع الأموات لما يجري ويقع عندهم وحولهم وعلمهم بما يقع في ساحتهم ورؤيتهم لمن يزورهم واستبشارهم بذلك، هذه المسألة كما سيأتينا إخوتي الكرام وردت بها نصوص صريحة صحيحة ومع ذلك ترى في هذا الحين من يرفع صوته بلا حياء من رب العالمين ولا توقير لأئمة المسلمين فيرى بالابتداع والبدعة من قال الأموات يسمعون وأن الأموات يعلمون بحال الزائرين ويستبشرون بهم ويستأنسون وهذا الأمر إخوتي الكرام أمر غيبي لا دخل فيه لأي عقلٍ بشري والإنسان إذا أراد أن يتلكم في هذه القضية فإن كان مهتديا ينبغي أن يحتكم إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقد قرر نبينا عليه الصلاة والسلام سماع الأموات وعلمهم بمن يزورهم وفرحهم واستبشارهم بالزائرين في أحاديثه الكثيرة الصحيحة الوفيرة يمكن أن تجمع تلك الأحاديث إلى ثلاثة أنواع وفيها ثلاث دلالات انتبهوا لها إخوتي الكرام لنكون على بينة من أمر ديننا ولنعرف بعد ذلك من المخرف الذي يخرج من نصوص النبي عليه الصلاة والسلام ويُبَدِّعَ أئمة الإسلام أو الذي يلتزم بهذه النصوص ويحتكم إليها، إذا علمنا هذه المسألة يظهر لنا من المخرف.