قلت: إخوتي الكرام،، وقد ضل نحو حقيقة البدعة صنفان من الأنام صنفان غلوا ووسعوا مفهوم البدعة ودائرتها فبدعوا عباد الله الصالحين وحكموا بالبدعة على ما شهد عليه الدليل القويم وقال به إمام من أئمة المسلمين وقابلهم فريق آخر قصروا وفرطوا وقالوا لا بدعة ولا ابتداع في الدين وكلا طرفي قصد الأمور ذميم وما من أمر شرعه الله لعباده إلا وللشيطان نحوه نزعتان، نزعة غلوٍ ونزعة تقصير لا يبالي الشيطان بأي النزعتين وقع الإنسان.
وكنا إخوتي الكرام نناقش الفرقة الأولى التي غلت في مفهوم البدعة ووسعتها فحكمت بالبدعة على ما شهد له الدليل وقال به إمامٌ جليل، بل حكمت بالبدعة كما تقدم معنا على ورد فيه نص صريح عن نبينا الجليل على نبينا صلوات الله وسلامه واستعرضت بعض النماذج إخوتي الكرام مما احتمله الدليل وورد وحكم به بعض المتطرفين المتشددين الغالين في هذا الحين بأنه بدعة وابتداع في الدين ومثلت بذلك بوضع اليمين على الشمال بعد الرفع من الركوع، كما مثلت على ذلك بصلاة التراويح وأنه عشرون ركعة ويوتر الإنسان بثلاث ثم انتقلت إلى الأمر الثالث ألا وهو قراءة القرآن على الأموات عند القبور وقلت إن هذه المسألة لها ثلاثة ذيول تلقين الميت وتقرير سماع الأموات ما يجري عندهم ورؤيتهم لما يقع حولهم، وثالثها إهداء الطاعات والقربات إليهم.