وأما النفقة على الأهل من زوجة وأولاد ووالدين وغيرهما مما يجب عليك أن تنفق عليهم ففي ذلك أيضاً أجرٌ عظيم ثبت في مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني الكبير والحديث إسناده حسن عن المقدام بن مسعد كرب رضي الله عنه يقول: "ما أطعمت به نفسك فهو صدقة وما أطعمت به زوجتك فهو صدقة وما أطعمت به ولدك فهو صدقة وما أطعمت به خادمك فهو صدقة". طعام واجب ينبغي أن تأكله وأن تقدمه إلى من تجب عليك نفقتهم ومع ذلك ضمن الله لنا هذا الأجر العظيم على هذه النفقة الواجبة التي نقدمها للزوجة والولد والخادم ولهذه النفس فعندما تطعم نفسك وأهلك لك صدقة عظيمة عند الله جل وعلا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن من يسعى في هذه الحياة ليُعف نفسه أو ليطعم أبويه أو لينفق على أولاده فلا ينقص أجره عن أجر المجاهد في سبيل الله جل وعلا.

ثبت في معجم الطبراني الكبير والحديث في درجة الحسن عن كعب بن عجزة رضي الله عنه وأرضاه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر علينا رجل فأعجب الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من جلده ونشاطه فقالوا ليت هذا يكون في سبيل الله أي ليته يخرج في القتال وفي الغزوات وفي السرايا فقال عليه الصلاة والسلام إن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أولاد له صغار فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها في سبيل الله وإن كان خرج رياء وبطرا فهو في سبيل الشيطان، إذا عندما يحصل مالاً وينفق به نفقته واجبة على نفسه على عياله على والديه له أجر المجاهد في سبيل الله وله على هذه النفقة أجر عند الله جل وعلا والأحاديث في ذلك إخوتي الكرام كثيرة كثيرة فطيبوا نفساً بما تزكو وطيبُ نفس بما به تساعدون وطيب نفس بما تقدمونه إلى أهليكم وتنفقون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015