إخراج هذا المال حقيقة برهان على محبة ذي العزة والجلال فالإنسان عندما يخرج هذا المال كما شرع ربنا جل وعلا ببرهان ذلك على محبته لربه جل وعلا فلا يترك الإنسان محبوباً إلا كما هو أحب عنده لديه فإذا ترك هذا المال وهو محبوب عند النفس دل على أن محبته لله جل وعلا هي المحبة الحقيقية الكاملة وأما هذا المال فلا يتصرف فيه إلا كما يريد ذي العزة والجلال والصدقة ببرهان وفيها تزكية لنفس الإنسان ولذلك إذا أردت أن يرق قلبك وأن يخشع وأن تكون محبوب عند الله جل وعلا فأكثر من هذه الصدقة.
ثبت في مسند الإمام أحمد بسند رجاله رجال الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه قسوة القلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ضع يدك على رأس اليتيم وأطعم المسكين والحديث صحيح إخوتي الكرام إذا أرت أن يرق قلبك لا طف اليتيم وأحنو عليه واشفق عليه فضع يدك على رأسه براً ومآنسه وملاطفة وأطعم بعد ذلك المساكين إذا أرت أن يرق قلبك ضع يدك على رأس اليتيم وأطعم المسكين.
نعم إخوتي الكرام: إن من يتصدق ويبذل المال في سبيل ذي العزة والجلال وكما شرع الله جل وعلا يدفع غضب الله عنه ويحصل له رضى الله جل وعلا كما ثبت في سنن الترمذي وصحيح ابن حبان والحديث حسن من رواية أنس رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء " –الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء فيذهب غضب الله عنك عندما تتصدق ويجعل لك رضاه ثم بعد ذلك تحفظ منه ميتة السوء التي تسوؤك في العاجل والآجل. الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء.