الأول: كون الميت يسمع ما يقال عنده.

الثاني: كون الميت ينتفع بالتلقين.

قال وكل من الأمرين ثابت في الجملة، أما أن الميت يسمع ما يجري حوله فهذا ثابت في الأحاديث الصحيحة ولا ينكره إلا مكابر ضال.

ثبت في المسند، والصحيحين، وسنن أبي داود، والنسائي من رواية أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: [إن الميت إذا قبر وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم فيأتيه ملكان فيجلسانه ويقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم محمد -عليه الصلاة والسلام-، فأما المؤمن فيقول هو عبد الله ورسوله آمنا به واتبعناه، فيقولان له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة فيراهما معاً، وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري، أقول ما قال الناس فيقولان لا دريت ولا تليت فيضربانه بمطرقة معهما بين أذنيه يصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين] والحديث كما قلت في الصحيحين، يسمع قرع النعال، والحديث رواه الإمام أحمد، وأبو داود عن البراء بن عازب [يسمع خفق نعالهم] ، ورواه الإمام أحمد أيضاً، والبزار، والطبراني في معجمه الأوسط، وفي صحيح ابن حبان أيضاً عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، ورواه الطبراني في معجمه الكبير والأوسط عن ابن عباس -رضي الله عنهم أجمعين-[أن الميت يسمع خفق النعال وقرع النعال] فإذا سمع الميت قرع النعال ألا يسمع صوت الفم إذا لقناه وقلنا يا عبد الله [اذكر ما خرجت عليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله-عليه الصلاة والسلام-] ،، الذي يسمع قرع نعلك ألا يسمع صوت فمك، إنه يسمع هذا من باب أولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015