الأمر الرابع: الذي يتعلق بهذه المسألة، إهداء القربات إلى الأموات سواء كانت تلك القربات والطاعات بدنية أو مالية أو مركبة، منهما هذه المسائل الأربع.

إخوتي الكرام: تتعلق بالمسألة الأولى وتتفرع عنها ألا وهي قراءة القرآن على القبور، وكما قررت في تعريف البدعة -إخوتي الكرام-، فاستحضروا التعريف ولا يغيبن عنكم طرفة عين في هذه الحياة، كل ما لم يشهد له دليل مستقيم وما لم يقل به إمام كريم فهو بدعة، وما شهد له الدليل الشرعي وقال به إمام تقي فخرج عن رسم البدعة وحدها، ومن رمى ذلك الفعل بالبدعة فهو المبتدع الخارج على أمة نبينا -عليه الصلاة والسلام-.

إخوتي الكرام: لابد من ضبط هذا، وإذا أراد الإنسان أن يتكلم في هذا العصر فينبغي أن يسند كلامه إلى النصوص الشرعية وإلى علماء هذه الأمة المرضية، وأما أن يأتي ويقول: هذا الذي يظهر لي وهذه هي السنة وهذه هي السلفية فهذا قول مردود على قائله أيَّا كان.

قراءة القرآن على القبور، -إخوتي الكرام- هذه المسألة استحبها علماء الإسلام ونقلت عن السلف الكرام، استحبها علماؤنا ونقلت عن سلفنا ومع هذين الأمرين ترى في هذه الأيام من يرفع لسانه على أمة نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-.

فيصف قراءة القرآن على القبور بأنها بدعة، ويحكم على القارئين بأنهم مبتدعون، وهذا الأمر حقيقة مما يفطر الأكباد في هذه الأوقات، أمر نقل عن السلف الكرام من صحابة وتابعين ومن بعدهم وقرره أئمة الإسلام كما سيأتينا، يوجد في هذه الأيام أهل شطط ينبذون من فعل ذلك بأنه مبتدع مخرِّف صاحب أوهام، فمن المخرف من يخرج عن هدى السلف أو من يلتزم بهديهم؟ إذا كان هذا نقل عن السلف الصالح وقرره أئمتنا وهو مسطور مزبور في كتبنا في كتب شريعتنا فعلام بعد ذلك التشويش على الناس؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015