إخوتي الكرام: اغتنموا ما بقي من أيام شهر رمضان واعلموا أننا عما قريب سنلقى في حفرة لا أنيس لنا فيها إلا عملنا الصالح رحمة الله على العبد الصالح داود بن نصير الطائي أبي سليمان الذي توفي سنة 162هـ وهو من رجال سنن الإمام النسائي وكان سيدنا سفيان الثوري -عليهم جميعا رحمة ال-له يعظمه ويقول أبصر أمره وكان شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك يقول وهل الأمر إلا ما عليه داود يقول اًلإمام الذهبي في ترجمته لم يخلف مثله في الكوفة سبب استقامته استقامة تامة كاملة رحمة الله ورضوانه عليه- أنه مر بامرأة تزور قبر حبيب لها وتقول:
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه ... لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
تزيد بلى في كل يوم وليلة ... وتُنْسَى كما تَبْلى وأنت حبيب
نعم يشتد حزن الأهل والأصحاب على الميت عندما يوسد التراب ويقل حزنهم كلما امتدت الأيام حتى يذهب الحزن كما أن البِلى يسري في بدن الميت على بطئ هكذا نسيان هذا الميت يكون على بطئ إخوتي الكرام: اغتنموا ما بقي من أيام شهر رمضان.
اللهم ارحمنا إذا فارقنا الأصحاب اللهم ارحمنا إذا نسينا الأحباب اللهم ارحمنا إذا افترشنا التراب اللهم اجعل قبورنا نورا اللهم املأ قلوبنا بهجة وسرورا اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم إنا نتوب إليك وهذه نواصينا بين يديك فإن قبلتنا فبفضل منك علينا وإن طردتنا فلا حول ولا قوة إلا بك اللهم إن أطعناك فبفضلك والمنة لك، وإن عصيناك فبعلمك وعدلك والحجة لك، اللهم إنا نسألك بحق قيام حجتك علينا وانقطاع حجتنا أن تغفر لنا يا أرحم الراحمين.