لذلك ـ إخوتي الكرام ـ أردت أن أنبه على هذا الأمر خشية أن يكون بعضكم قد سمع أحيانا إذاعة نور على الدرب فظن أن صلاة التسابيح بدعة، وهي سنة ثابتة عن نبينا -على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه-.
هذان أمران إذا فعلهما الإنسان يغفر الله له بهما ما تقدم من ذنبه وما تأخر، بعد هذا ندخل في فضائل هذا الشهر الكريم وما فيه من خيرات عظيمة تكفر عنا ما تقدم وما تأخر من ذنبنا.
إخوتي الكرام: الصيام طاعة مكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة، وقد ثبت في المسند، والصحيحين، والسنن الأربعة، والحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى، وهو في غير ذلك من دواوين السنة، ولفظ الحديث من رواية سيدنا أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه] .
زاد الإمام أحمد في المسند في روايته وما تأخر، قال شيخ الإسلام الإمام المنذري في الترغيب والترهيب في 2/90 وإسناد الزيادة حسن، وقال الإمام ابن حجر -عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا- في فتح الباري في 4/115 وهذه الزيادة على شرط الصحيح، هذه الطاعة الأولى في شهر الصيام تكفر عنك جميع الذنوب والآثام، ما تقدم وما سيأتي في مستقبل الزمان، والطاعة الثانية التي في شهر الصيام هي: القيام.
ثبت في مسند الإمام أحمد، والصحيحين، والسنن الأربعة، والحديث في موطأ الإمام مالك، وسنن الدارمي، وهو في السنن الكبرى للإمام البيهقي، والحديث في أعلى درجات الصحة من رواية سيدنا أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه] .