والطاعة الثانية صلاة التسبيح أيضا تغفر للإنسان ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقد ثبت الحديث بذلك في السنن الأربعة إلا سنن النسائي والحديث رواه الإمام الحاكم في المستدرك، وابن خزيمة في صحيحه، ورواه البيهقي في السنن الكبرى، وفي شعب الإيمان، كما رواه الإمام الداراقطني وألف فيه جزءاً كما سيأتينا خبر ذلك -إن شاء الله- والحديث رواه الإمام البغوي في شرح السنة، وابن أبي شيبة في مصنفه -رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين- والحديث إسناده صحيح صحيح ثابت ثبوت الشمس في رابعة النهار، عن سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لسيدنا عمه العباس -على نبينا وآل بيته أصحابه الأخيار صلوات الله وسلامه- قال له: يا عم يا عماه؟ ألا أفعل بك؟ ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أثيبك؟ ألا أحبوك؟ ألا أجيزك؟ ألا أخبرك بأمر من الأمور؟ وفيه عطية وهبة ومنحة وجائزة وفضل عظيم؛ إذا أنت قمت بهذا الأمر أعطاك الله هذه الفضيلة وهي يغفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، سره وعلنه، خطأه وعمده، يغفر الله لك هذه الذنوب إذا قمت أنت بهذا الأمر الذي سأخبرك به، ثم علمه نبينا -عليه الصلاة السلام- صلاة التسبيح وهي باختصار أربع ركعات؛ إن شئت أن تصلي ركعتين وتسلم، وإن شئت أن تصلي الركعات ببعضها وتقول في كل ركعة خمساً وسبعين تسبيحة بهذا اللفظ: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؛ وتوزع هذه التسبيحات على أفعال الصلاة، فإذا كبرت تكبيرة الإحرام وقلت دعاء الاستفتاح فقل، بعده: خمس عشرة مرة قبل أن تقرأ الفاتحة (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) ، ثم اقرأ سورة الفاتحة وسورة بعدها، وقبل أن تركع قل عشر مرات: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) فهذه خمس وعشرون تسبيحة، فإذا ركعت وانتهيت من تسبيحات الركوع، زد عليها عشر مرات (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا