إخوتي الكرام: إن كلمة التوحيد لها أجرٌ جليلٌ جليل عند ربنا الكريم وقد كان نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - يذكر أصحابه بها دائماً، ذكر عند الإمام أحمد والحديث رواه الإمام الطبراني في معجمه الكبير، وفي مسند البزار، ورواه الإمام النسائي وهو في مستدرك الحاكم، ورواه الإمام الضياء المقدسي في الأحاديث، وإسناد الحديث حسن كما قال الإمام المنذري في (الترغيب والترهيب) في الجزء الثاني صفحة 415، ورجال الإسناد موثقون كما مجمع الزوائد في الجزء الأول صفحة 19، وأعاد الحديث في الجزء العاشر كتاب (الأذكار) صفحة 81.
ولفظ الحديث عن يعلى بن شداد بن أوس رضي الله عنهم حدث عن أبيه شداد ابن أوس وعبادة بن الصامت حاضر يصدق فالحديث من رواية صحابيين جليلين يقول شداد بن أوس كنا مع النبي عليه الصلاة والسلام يوماً فقال عليه الصلاة والسلام [هل فيكم غريب؟] ويريد بذلك هل فيكم أحد من أهل الكتاب، دخل النبي على أصحابه في مجلس به كثيرون فقال [هل فيكم غريب؟ فقالوا لا يا رسول الله فقال: أغلقوا الباب، فأغلقوا الباب فقال: ارفعوا أيديكم فرفع الصحابة الكرام أيديهم ثم قال لهم النبي قولوا لا إله إلا الله ثم حمد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه فقال: الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة ثم قال للصحابة الكرام: قوموا فقد غفر الله لكم، والله لو كنا نعظم ربنا لما فترت ألسنتنا عن ذكر الله بها، من أجلها أرسل الرسل من أجلها أنزلت الكتب، من أجلها أسس الجنة والنار، ليعبد الله وحده لا شريك له، فكيف بعد ذلك أعرضت عقول الضالين عن هذا الذكر إلى أذكار ولم يأذن بها ربنا الكريم.
اللهم صلي على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.