إن قلب المؤمن يتفطر عندما يسمع هذا، وقال: (وإذا قرنت المكتوب بين ما أجده من اللذة في القلب من الذكر بالاسم المفرد المضمر (هو، هو) وجدت أن المكتب لا يفي بما في القلب فعلمت أنه لا يمكن للإنسان أن يحيط بأسرار هذا الذكر (هو، هو) أحد عشر دليل منها: هذا أفضل الأذكار لأنه خال عن الإشعار بالسؤال فهذا يدل على تعظيم خالص لله، فلا تقول يا الله ارحمني، يا رب توب عليَّ لكن أنت الآله (هو، هو) .

الأمر الثاني: (هو، هو) هذا صيغ الغائب وأنت عندما تذكرها كأنك تذكر الله بها كأنك تقول من أنا حتى أثنى عليك ما فيك من صفات العظمة فمن أنا.

أمر ثالث يقول: هذا الذكر بالفظ (هو) يوجب الدهشة والحيرة، فمطلوب للإنسان أن يدهش ويتحير في جلال الله عظمته ووجه ذلك لأن الله جل وعلا ما احتجب عنا إلا لنقصنا ولو حصل الكمال فينا لمن علينا ولأريناه كما سمين بإلكمال في الجنة فنراه بما أن النقص فينا هو الذي حجبنا عن ربنا فينبغي أن نلهج (هو، هو) لأن نقصنا هو الذي فجبنا عنه فلا ينبغي أن نذكره بما فيه من صفات الكمال والجلال، ثم قال: إن من يذكر الله بما فيه من بهذه الصيغة (هو، هو) تعترية الدهشة والدهشة مطلوبة إلى غير ذلك من الكلام في تفضيل الذكر بهو على الذكر الله، الله، عن باب أولى على كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) .

وأنا أريد أن أقول مرو هذا إلى النبي عليه الصلاة والسلام لا إلى الرازي ولا إلى الغزالي ولا إلى كبير ولا إلى صغير فمن أراد أن يقول إن هذه الصيغة هي أفضل الأذكار نقول هات الدليل على ذلك من كتاب نبينا المختار عليه الصلاة والسلام، عرف الخلق الخالق على البيان وتوضيح المطلوب، فإذا كان الذكر (هو، هو) ، هذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ربه به، وهل علم أمته هذه الأذكار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015