يقول الإمام ابن الجوزي (عزيز عليَّ أن يذكر هذا الكلام منه ففيه فإنه لا يخفى قبحه فإنه في الحقيقة طي لبساط الشريعة التي حثت على تلاوة القرآن وطلب العلم وعلى هذا المذهب قرر) رأيت الفضلاء من علماء الأمصار ما سلكوا هذا الطريق، إنما اشتغلوا بالعلم أولاً وعلى ما قد رتب أبو حامد معنى الغزالي تخلو النفس بوساوسها وخيالاتها ولا يكون عندها من العلم ما يطر وذلك فيلعب بها إبليس أي ملعب غيرها الوسوسة محادثة كأن الله يحدثه ولكن الشيطان يوسوسه فيريها الوسوسة محادثة ومناجاة ولا تتكرر أنه إذا طهر القلب انصبت عليه أنوار الهدى فينظر بنور الله إلا أنه يجب تطهيره بمقتضى العلم لا بما ينافيه، ابتعد عن العلم الشرعي وسنن النبي عليه الصلاة والسلام تنصب عليه الأنوار، ما تنصب عليه إلا الظلمات والإقرار إنما عالم صالح حفظ كتاب الله ووعى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نعم إذا طهر قلبه من التعلق بالدنيا تنصب عليه الأنوار وينظر بنور العزيز القهار، قال الإمام ابن الجوزي: ثم إن لا تنافى بيده العلم والرياضة بل العلم يعلم كيفية الرياضة ويعين على تصحيح الرياضة وإنما تلاعب الشيطان بأقوام أبعدوا العلم وأقبلوا على الرياضة بما ينهى عنه العلم والعلم بعيد عنهم، فتارة يفعلون الفعل المنهي عنه وتارة يؤثر ومر ما غيره أولى سنة، وإنما كان يفتي في هذه الحوادث العلم وقد عزلوه فنعوذ بالله من الخذلان، ثم روى عن بعض من عاصرهم من أهل الشطط والزيغ ممن دخلوا هذه الخلوات ثم بعد ذلك انسلخوا من دين رب الأرض والسماوات، فيحكى قصة عن بعض هؤلاء المخذولين أنه كان يقول: القرآن حجاب والرسول حجاب ليس إلا عبد ورب، يقول دعك من القرآن ومن النبي، إذا أجلس في حجرتك وقول (هو، هو) ، ففتتن جماعة به فأهملوا العبادات ثم اختفى مخافة القتل، هذا بعض الزنادقة الذين كانوا في القرن السادس للهجرة فماذا يقول الإمام ابن الجوزي لو أدرك زنادقة أيامنا في