فلما عادوا ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -[قال سلوه لأي شيء يفعل ذلك؟ فسألوه: فعلام تختم قرأتك بقل هو الله أحد؟ فقال لأنها صفة الرحمن أنا أحبها فقال نبينا - صلى الله عليه وسلم - أخبروه بأن الله يحبه] وفي مسند الإمام أحمد وصحيح البخاري ومسند الترمذي، والحديث رواه الإمام البيهقي في السنن الكبرى وابن الفريس في (فضائل القرآن) وهو في صحيح البخاري كما قلت فالحديث صحيح من رواية أنس بن مالك أن بعض الأنصار الأبرار كان يصلي في مسجد قباء بقومه فكان يفتتح قراءته بقل هو الله أحد، هذا يختم، وهذا يفتتح، فعتب عليه قومه إما أن تقتصر على {قل هو الله أحد} أو على السورة التي تقرأها بعدها فهذا يجزئك، فقال: ما أنا بفاعل فإن شئتم قدموا غيري كما قال ذاك وما كانوا يريدون أن يتقدم غيره لحسن قراءته ولكثرة حفظه فعرضوا هذا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فستدعاه النبي عليه الصلاة والسلام وسأله علام تفعل ذلك؟ قال: يا رسول الله إنها صفة الله وأنا أحب أن أقرأ بها فقال: حبك إياها أدخلك الجنة، وفي بعض الرواية الحديث عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال إن أخي مولع بسورة الإخلاص يكثر من قراءتها فقال بشره بالجنة.
فمن أكثر من قراءتها أحبه الله، فمن أكثر منها ولهج بها له بشارة بفضل الله ورحمته أنه من أهل الجنة، هذه السورة هي صفة الله ونسب الله وعندما سأل أهل الأرض عن أنساب الله أنزل الله هذه السورة فيجب بنا أن نقرأها وأن نلهج بها ويعطينا عليها من الأجور ما لا يخطر ببال أحد من المخلوقات.