في ذلك الموقف العصيب الرهيب يكون لهذه الصدقة ظلال وتستظل بظلالها حتى يفرغ أهل الموقف من الحساب (المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس) قال يزيد بن أبي حبيب الراوي عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني وهو الراوي عن عقبة بن عامر رضي الله عنهم أجمعين قال يزيد فكان أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني وهو من أئمة التابعين الطيبين روى عن عدة من الصحابة الكرام الصادقين وتوفي سنة 90هـ وحديثه في الكتب الستة وهو عالم مصر، وفقيهها وصالحها وعابدها وزاهدها في زمانه أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني يقول يزيد بن أبي حبيب فكان مرثد لا يخطؤه يوم إلا تصدق فيه ولو بكعكة ولو ببصلة، وفي رواية ابن خزيمة يقول يزيد فكان مرثد أبو الخير لا يخطؤه يوم إلا تصدق وكان يأتي إلى المسجد في الصباح وفي جيبه فلوس أو خبز أو قمح أو بصل فقلت له: أبا الخير ماذا تصنع بالبصل تحمله في جيبك ينتن ثيابك؟! قال: والله ما في البيت غيره وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى بين الناس " فما في البيت إلا بصل فأخرجت بصلة لأتصدق بها حتى تكون ظلا لي يوم القيامة. وإذا وجد فلوساً تصدق، وإذا وجد خبزاً تصدق، وإذا قدر أنه لم يُحصِّل إلا البصل، يحمل في جيبه البصل وهو من أئمة التابعين الأبرار وشيخ المسلمين في تلك الديار في زمنه يحمل البصل من أجل أن يتصدق به في كل يوم بما تيسر لكون في ظل صدقته عند الله جل وعلا.

إخوتي الكرام..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015