ولفظ الحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: غزونا مع النبي -عليه الصلاة والسلام- في غزوته ذات الرقاع وسميت بذلك لأمور كثيرة أبرزها أمران أولهما: لف الخرق على أرجلهم فوضعوا الخرق على أرجلهم من شدة وعورة الطريق وعناء السفر فتنقبت أرجلهم فلفوا عليها الخرق وراياتهم تمزقت أيضاً وتقطعت فرقعوها غزوة ذات الرقاع يقول فلما دخل الليل قال النبي -صلى الله عليه وسلم- هل من رجل يكلئنا أي من يكلؤنا من يكلؤنا هذه الليلة، يحفظنا يحرصنا في هذه الليلة فانتدب لذلك صحابيان أنصاري عباد بن بشر، ومهاجري عمار بن ياسر -رضي الله عن الصحابة أجمعين- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذين الصحابيين المباركين عباد بن بشر، وعمار بن ياسر كونا بفم الشعب أي في هذا المنفتح والطريق بين الجبلين كونا في أوله حتى إذا جاءنا طلب من المشركين تخبروننا فهذا هو الطريق الذي يأتون منه كونا بفم الشعب وأخذ النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة الكرام بعد ذلك مضاجعهم ليستريحوا في الليل فقال عمار بن ياسر لعبَّاد بن بشر تريد أن أكفيك أول الليل وتكفيني آخره أو أنت تكفيني أول الليل وأكفيك آخره أي نتناوب في الحراسة فقال عباد بن بشر أنا أحرس أول الليل فقام يحرس وبجواره عمار بن ياسر مضجع نائم فجاء بعض المشركين فلما نظر إلى هذا الرجل وهو عباد بن بشر وجده قائماً يصلى فعلم أنه هو ربيئة القوم أي هو حارسهم وهو الذي يحفظهم ويكلؤهم ويراقبهم ويراقب الأعداء إذا جاءوا عليهم فسدد إليه السهم فضربه بسهم وقع في صدره وعباد بن بشر يصلي وورد أنه كان يقرأ سورة الكهف -رضي الله عنهورحم الصحابة والمسلمين أجمعين- فنزع عباد بن بشر هذا السهم وما التفت ولا قطع صلاته وبدأ في صلاته فسدد إليه ذاك الرجل سهماً آخر فوقع في صدره والدماء تنزف منه -رضي الله عنه وأرضاه- فنزع هذا السهم وما قطع صلاته فسدد إليه سهماً ثالثاً فوقع في صدره فنزعه فلم اثخنته الجراح