ثبت هذا في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يحدث أصحابه فقام رجل فقال يا رسول الله متى الساعة فمضى في حديثه سمع ما قال فكره ما قاله وقال بعضهم بل لم يسمع فلما انتهى النبي صلي الله عليه وسلم من حديثه قال أين السائل عن الساعة قال ها أنا ذا يا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال وما إضاعتها يا رسول الله قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة حقيقة الأوضاع العامة ستخل وما اختلت الأوضاع العامة إلا بعد فساد القلوب وخرابها إلا بعد ظلمها وعشش الشيطان فيها فلما ضاعت هيبة الرب من القلب سلط الله من يسومهم سوء العذاب من يعاقبهم لعلهم يرجعون فسد الحكم بعد أن فسد الناس الصلة بينهم وبين أحكم الحاكمين بين رب العالمين سبحانه وتعالى.
إخوتي الكرام..
لابد من الأمر الثاني ألا وهو حضور القلب بين يدي الله عز وجل صلاة في وقتها مع حضور القلب ومناجاة الله فيها الأمر الثالث الذي ينبغي به الإنسان في صلاته ليتحقق فيه وصف إقامة الصلاة إذا خشع قلبك فينبغي أن تخشع جوارحك وأن يسكن بدنك وأن لا تتحرك خلال صلاتك واضبط عينيك واضبط سائر جوارحك واضبط فمك أتدري بين يدي من أنت،أنت بين يدي رب العالمين بين يدي أحكم الحاكمين بين يدي الإله العظيم الذي إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون أنت بين يدي من لو عذب الخليقة بأسرهم لما اعترض عليه معترض ولا منعه مانع اعلم أنت بين يدي من بين يدي الجبار بين يدي العزيز القهار فتأدب إذا كان الناس يتأدبون في مناجاة الملوك والأمراء فتأدب عند مناجاة رب الأرض والسماء حذار من حركة اليد والرجل أو نظرة عين كل هذا نهينا عنه وإذا لم يخشع الظاهر فسلام، سلام على خشوع الباطن إن خشوع الظاهر لعله يدل على خشوع الباطن أما عدم خشوع الظاهر فهذا دليل قوي على عدم خشوع الباطن حركات في الصلاة هذه ما كانت أن تفعل.