وفى سير أعلام النبلاء فى الجزء الرابع عشر صفحة ثمان وأربعين وثلاثمائة جاء رجل إلى العبد الصالح سهل ابن عبد الله التسترى ومعه كتاب ومحبرة فقال له إن استطعت ألا تفارقهما حتى تفارق الحياة فافعل حتى تدفن فى قبرك فافعل الكتاب والمحبرة لا تفارق هذين
فقال له أبا محمد فائدة وهى كنية لسهل بن عبد الله التسترى انصحنى بنصيحة فقال له (الدنيا كلها جهل إلا ما كان علما والعلم كله حجة إلا ما كان عملا والعمل موقوف على السنة والسنة تقوم على التقوى) احفظ هذا
الدنيا كلها جهل من أولها لآخرها إلا ما كان علما والعلم حجة إلا ما كان عملا والعمل ينبغى أن يكون على السنة والسنة تقوم على التقوى
نعم إخوتى الكرام الدنيا كلها جهل وكلها ظلمة وكل ما فيها ملعون إلا ذكر الحى القيوم وما أريد به وجه الكريم من علم نافع وعمل صالح
ثبت فى سنن الترمذى وقال هذا حديث حسن والحديث رواه الإمام ابن ماجة وحسنه شيخ الإسلام الإمام العراقى أيضا فى تخريج أحاديث الإحياء فى الجزء الأول صفحة سبع عشرة من رواية سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال
الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما))
والحديث إخوتى الكرام نقل عن عدة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين بألفاظ مختلفة تبين لنا إلا ذكر الله وما والاه ,ما الذى يواليه ويشاكله ويماثله من أمور الطاعة التى يراد بها وجه الله جل وعلا
ففى رواية البزار عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعا إلى نبينا المحمود عليه صلوات الله وسلامه أنه قال (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكرا لله عز وجل)
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا يمكن أن يحصل ألا بعد العلم النافع
والذكر كما هو فى رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه