اللفظ الثاني: لفظ التحيز:
... كلفظ الجهة لم يرد في النصوص الشرعية إثباته ولا نفيه، فيستفصل أهل السنة عن المراد منه، ثم يصدرون الحكم عليه، كما تقدم في لفظ الجهة سواء بسواء.
... فإذا أريد بلفظ التحيز أن الله – جل وعلا – تحوزه المخلوقات، وتضمه الموجودات وتحويه البريات، وتحيط به الكائنات، وهو في حوزتها وداخلها، فلا يصح إطلاق هذا اللفظ على الله – جل وعلا –، ولا الإخبار عنه بأنه متحيز، فهو أعظم من ذلك وأكبر، وقد وسع كرسيه السموات والأرض كما قرر ربنا ذلك وأخبر، فقال: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} البقرة255، وقال جل جلاله –: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} الزمر67.