(الرحمن *علم القرآن*خلق الإنسان) تعيينا للمتعلم من الذى يتعلم القرآن صنف واحد من مخلوقات الرحمن وهى الإنسان أوليس كذلك هذا صنف هو الإنسان تعيين للمتعلم
(علمه البيان) لكيفية التعلم ,البيان الذى هو النطق تخبر عما فى نفسك وتفهم بعد ذلك خطاب غيرك
وهذان الأمران هما عماد تعلم القرآن فلو لم تبن عما فى نفسك ولم تفهم ما يحدث به غيرك لما استطعت أن تتعلم كلام الله عز وجل
(الرحمن *علم القرآن*خلق الإنسان) تعيينا لمن يتعلم القرآن ولذلك خلقت لهذا الأمر لتتعلمه لتعمل به فإذا ضيعته فقد خرجت عن إنسانيتك
(خلق الإنسان*علمه البيان) نمتاز عن بهيم الحيوان بهذا الأمر
علمه البيان) ونتعلم به كلام الرحمن سبحانه وتعالى فمن ضيع هذا فبإى شىء يمتاز كما قلت عن بهيم الحيوان
حقيقة إنه حى لكنه فى الحقيقة ميت ورحمة الله على الإمام ابن القيم عندما ينشد بيتين لطيفين فيما يظهر والعلم عند الله من نظم غيره وما أعرف قائله ويكررهما فى كثير من كتبه
انظروا مثلا إغاثة اللهفان فى الجزء الأول صفحة ثلاث وعشرين ومدارج السالكين فى الجزء الثالث صفحة واحد وستين ومائتين والأبيات أيضا فى شرح الإحياء فى الجزء الأول صفحة سبع وأربعمائة يقول عليه رحمة الله ورضوانه قائل هذين البيتين المحكمين:
وفى الجهل قبل الموت موت لأهله وأبادنهم قبل القبور قبور
وأرواحهم فى وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشور
وفى الجهل قبل الموت موت لأهله الجاهل ميت, ميت وخرج عن صفة الإنسانية
وفى الجهل قبل الموت موت لأهله وأبادنهم قبل القبور قبور
يعنى أرواحهم قبضت فى أبدانهم كما أن أبدانهم ستقبض فى القبور التى فى صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد نسأل الله حسن الخاتمة
وأرواحهم فى وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشور
إخوتى الكرام (المرء بأصغريه بلسانه وقلبه) كا قال زُهير بن أبى سُلمى
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم