ثبت فى المسند والصحيحين وغير ذلك من دواوين السنة والحديث فى أعلى درجات الصحة من رواية أمنا الصديقة المباركة سيدتنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها قالت صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ترخص فيه فتنزه عنه أقوام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بال أقوام يتنزهون عن الشىء أفعله أما والله إنى لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية)
وتقدم معنا إخوتى الكرام ضمن مواعظ التفسير أيضا أن الشىء الذى فعله نبينا صلى الله عليه وسلم وترخص عنه من ترخص فسر بعدة أمور كما ورد فى الروايات الثابتة:
منها القبلة للصائم وتقدم معنا ثبت هذا فى صحيح مسلم وغيره
ومنها كما تقدم معنا إدراك الفجر على النبى عليه الصلاة والسلام وهو جنب أيضا هذا مما كان يترخص فيه وينوى الصيام بعد ذلك عليه الصلاة والسلام ويطلع عليه الفجر وهو جنب أحيانا فبعض الناس يعنى تنزه عن هذا ورأى أنه إذا طلع الفجر عليه وهو جنب لا يصح صومه
والأمر الثالث كما تقدم معنا من الأمور التى فعلها عليه الصلاة والسلام وسلك طريق القصد من أنه عليه صلوات الله وسلامه كان يصوم ويفطر ويصلى ويرقد ويتزوج النساء فقال من قال أين نحن من خاتم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ثم بعد ذلك بعضهم عزم على أن يقوم الليل وبعضهم على أن يصوم الدهر وبعضهم على أن لا يتزوج فقال النبى عليه الصلاة والسلام (من رغب عن سنتى فليس منى) أمر ثالث هذا
وأمر رابع قلت ذكره أئمتنا ولم أقف له على دليل وهو القصر فى السفر فعل هذا عليه الصلاة والسلام والفطر فى السفر فعله عليه صلوات الله وسلامه وترخص فيه فكأن بعض الناس ما أراد أن يفطر وما أراد أن يقصر الصلاة فهذا أيضا ذكر كما قلت ضمن الأمور التنزه عنها من تنزه فقال نبينا عليه الصلاة والسلام (إنى لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية)
وقلت إخوتى الكرام مرارا إن منبع الكمالات بأسرها أمران اثنان