الأمر الثاني: نقول: هو لا يدخل الجنة: ويخلد في النار إن لم يقم مانع يمنع من ذلك. والمانع توبة أو مطهر من المطهرات العشرة المتقدمة. فإذا تاب قطع رحمة ولعن والده ثم جاء وقبل رجليه ووضع رقبته تحت رجلي والدية وقال. أنا ما أرفع رقبتي حتى تستغفرا لي. فقالا: يا ولدي الله يغفر لك. وبقي بعد ذلك طول حياته يحمل حذاء والدية ويقبلهما ويدعوا لهما بعد موتهما.. يناله الوعيد؟ يا معشر الخوارج هذا في النار؟ قالوا: لا. يا معشر الاباضية في النار؟ قالوا: لا. يا معشر المعتزلة فى النار؟ قالوا: لا؟ لِمَ؟ يقولون. تاب نقول: إذن إذا وجد مانع يمنع وقوع الوعيد لا يناله الوعيد. فإذن هذا جزاؤه إذا لم يمنع من ذلك مانع. والموانع عندنا موجودة.

الأمر الثالث: ذكره الإمام أبن كثير في تفسيره نقلاً عن أبي هريرة. وعن جماعة من السلف رضي الله عنهم أجمعين: قالوا: هذا جزاؤه الذي يستحقه إن جازاه الله به. وقد أخبرنا أنه لن يجازي بهذا أحداً من أهل التوحيد، فأخبره بهذا الأمر ليتقطع قلبه. كما تقدم معنا هناك قلنا [كفر بالله من انتفي من نسب] زوال الأيمان وخروجه من المله واتصافه بالكفر إنما يقصد بذلك التخويف والتغليظ بأمر يخلع منه القلب. لأن كل واحد يكره الكفر. ولا يريد أن يزول عنه الإيمان. وبالتالي ينكف عن الذنوب والآثام. وهنا كذلك. هذا جزاؤه الذي يستحقه إن جازاه الله به. لكن أخبرنا أنه لن يجازي موحداً بهذا. ولن يخلد عاصياً فى النار. ما الدليل علي ما تقولون؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015