3- نتج عن الأمرين السابقين تشتت أراء أرباب الدراسات السيكولوجية، وكثرت افتراضاتهم الردية، وتباينت مذاهبهم الشيطانية، ففرقوا الناس، ومزقوا وحدتهم، وشككوهم في قيمهم بعد أن جمع الدين الناس على قيم الخير ومثله، ولم يستطع واحد من علماء علم النفس الملاعين، جمع الناس على مذهبه بعد أن فرقهم في الدين، فصار ذلك العلم اللعين سبباً في تفريق الناس أجمعين، وطلي الباطل بعبارات معسولة، وصارت وظيفة علم النفس تسفيه الفضائل وتبرير الجرائم فالدكتور عبد العزيز القوصي المستشار الفني لوزارة التربية بمصر يقرر في كتابه سلسلة دراسات سيكولوجية ضرورة الخلط بين الذكور والإناث في دور التعليم، وفي سائر أمور الحياة، فيدعو إلى إخراج المرأة للكدح في الأسواق، وامتهانها بين الرجال، وتصل به الخلاعة والمجون ليقرر أن القبلة، والغزل الرقيق، والتلميحات الجنسية ليست أمور شائنة، فليهدأ الشباب بالا ً، فليس كل ما يدور حول الجنس يدخل في باب المحرمات، ولعل كثيراً مما نكتبه كان ضحية سوء التوجيه.
ويسير على تلك الخطا نظيره الرقيع المبعوث الأزهري إلى باريس الشيطان رفاعة الطهطاوي فيقرر في كتبه المرشد الأمين للبنات والبنين وكتاب تلخيص الإبريز في تلخيص باريز، وكتاب الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية، يقرر في تلك الكتب ما قاله القوصي، ويزيد عليه حيث اعتبر الرقص بين الذكور والإناث نوعاً من الرشاقة ودماثة الأخلاق (?) .