النوع الثالث من الإرجاء وهو (?) : الإرجاء الذي نسب إلى أبي حنيفة عليه رحمة الله وأصحابه وهو أن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وأما العمل فليس من الأركان الإيمان لكنه من ثمراته فإذا آمن الإنسان يكون من المتقين إذا أطاع يكون من المتقين وإذا عصى يكون من الفاسقين الخاسرين. فقال: الطاعة تنفع والمعصية تضر لكن لم يقل إن العمل من الإيمان. والذي عليه من الجمهور من السلف الإيمان اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالاركان والله يقول في كتابة ((وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)) (?) أي صلاتكم والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ـ كما في الصحيحين [الإيمان بضع وسبعون شعبة ـ فإذن خصال الإيمان هي عمل ـ أعلاها قول لا اله إلا الله وأدنها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان] إذن هذه من خصال الإيمان وجزئياته والعمل من مسمى الإيمان. نعم إن ترك العمل لا يوقع الإنسان في كفر بخلاف ترك الإقرار أو ترك الاعتقاد لكنه من أركان الإيمان. ما الخلاف بين أبى حنيفة وبين جمهور أهل السنة خلاف ـ كما قال أئمتنا في كتب التوحيد ـ صوري. يقول: أي خلاف في ظاهر اللفظ لا في الحقيقة فأبو حنيفة علية رحمة الله يقول: ركنان لا بد منهما لوجود الإيمان إعتقاد وإقرار وأما العمل. يقول: هذا ليصبح الإنسان من المتقين أو الفاسقين فقط. فإذا اتقى الله وعمل فهذا من المتقين. عصى الله هذا من الفاسقين. نقول لجمهور أهل السنة إذا اعتقد وأقر لكنه خالف في العمل ما حكمة؟ يقولون؟: مؤمن عاصي. نقول: إذا اعتقد وأقر واتقى ربه والتزم بالعمل ما حكمة؟ مؤمن تقي. فهل هناك خلاف في الحقيقة بين جمهور السلف وقول أبى حنيفة؟ لا لكن خلاف ـ كما قلنا ـ صوري لفظي.