أقالوا: هو الهم فما دونه من مراتب النفس. وهذا منقول عن محمد بن الحنفية وسعيد بن المسيب ((يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ)) لكن يقع منهم مالا يمكن أن يبتعد عنه بشر ولا اختيار به في دفعة. من همٍ وحديث نفس وخاطر، هاجس فيرفع عنه.

ب النظرة الأولى. وهذا منقول عن الحسين بن الفضل. وهذا أيضاً في الحقيقة كل من القولين مرجوح مع جلالة من قال فيه. لان النظر مرفوع عنا بنص حديث النبي عليه الصلاة والسلام الثابت في صحيح مسلم والمسند والسنن عن جرير بن عبد الله قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نظر الفُجَاءة (?) فقال: [اصرف بصرك] .وقال لعلي - رضي الله عنه - كما في المسند [لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية] . الثانية تكون عليك. فنظر الفجأة والفجاءة معفو عنا. إذن على هذا القول الأول: اللمم ما لا يكون للإنسان فيه اختيار.

2. القول الثاني وهو معتمد وهو الحق المقرر عند أئمتنا وهو الصواب إن شاء الله. أنه ما للإنسان فيه اختيار لكنه ليس من كبائر الإثم والفواحش إنما هو من السيئات المشار إليها في سورة النساء: ((إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)) (?) وخير ما فسر به كلام الله أن يفسر بكلام الله. وهنا ((إِلَّا اللَّمَمَ)) إلا السيئات التي ليست كبائر. فإذن ((إِلَّا اللَّمَمَ)) أي إلا السيئات التي تلم بها النفس البشرية ولا يتنزه عنها من نظرة أحياناً وما شاكل هذا من الصغائر الأخرى فإذا وقع في ذلك وفطم نفسة عن الكبائر فتغفر له هذه الصغائر بفضل الله ورحمته وأما الأحاديث: فجنسها متواتر. منها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015