2. الصنف الثاني: تركها سفهللة. ما خطرت بباله أصلاً. لا تشوق إليها ولا تركها خشية من الله جلا وعلا. شرب الخمر ما خطر ببالة ما اشتهى ولا قال أنا تركته خشية لله ومنه: يقول: هذا ما أشتهيه ولا أريده. تركته خشية من الله؟ يقول: ما حصل هذا المعنى في قلبي لو كنت اشتهيه هل اشربه أم لا ما أعلم. لكن أنا الآن لا أشتهيه ولا اشربه. هذه الحالة لا ثواب ولا عقاب. لا يثاب مع انه ترك الفواحش لان التروك كلها لا يثاب الإنسان على تركها إلا إذا تركها خشية من الله جل وعلا فقد يكون سببها العجز وقد يكون سببها عدم الرغبة وقد وقد ... وليس في هذا مدح. ولذلك كل نفس إذا لم يدل على إثبات ما يضاده فلا مدح فيه ولا مدح في أن تقول: هذا الإنسان لا يزنى هذا ليس فيه مدح على الإطلاق. لا يزنى لأنه عنين لا يزنى لأنه مقطوع الذكر مجبور. لا يزنى لأنه لا يتيسر له. يدور الشوارع في الليل والنهار ولا يحصل من يجيبه إلى فاحشة. هل في هذا مدح؟ ليس في ذلك مدح إنما المدح أن تقول هذا عفيف يخاف الله جل وعلا. تصفه بالعفة. هذا حقيقة صفة ثبوتية اتصف بها أما أن تنفى عنه نقيصة. ما سبب النفي؟ هل وجود العفة أو العجز؟ أو عدم الرغبة؟ أو خشية وقع علية؟ أو أو.... (بياض) بأسرها لا يثاب الإنسان (بياض) إلا إذا (بياض) خشية الله وخوفاً منه.