إذن اصدق الأسماء حارث وهمام، لا يخلو أحد من هم وكما قال الإمام الشافعي: صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. النفس إن لم تشغلها بحق شغلتك بباطل. الشاهد في الكلمة الثانية. فهذه النفس لا بد لها من شغل ولا بد لها من همّ ولا بد لها من حركة إما أن تشغلها بحق وإلا تشغلك بباطل. ولذلك إخوتي الكرام , عبادة الله الذكر على وجه الخصوص ما ذكرها الله وطلبها منا إلا وقرن الأمر بالإكثار. لم؟ لأمور كثيرة منها هذا الأمر وهو أن النفس لن تكون خاليه ولذلك أشغلها بذكر الله ثم هذا الذكر لا يحتاج ما تحتاجه العبادات الأخرى من الصلاة والصيام والحج من شروط واستقبال وأركان ولا يحتاج هنا على الإطلاق. يمكنك أن تذكر بلسانك وبإمكانك أن تذكر بقلبك وبإمكانك أن تجمع بينهما فإذن ((اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)) (?) ((وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)) (?) ((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ)) (?) وكان عليه الصلاة والسلام يذكر الله على جميع أحيانه. لِمَ؟ لأن النفس لا بد لها من عمل. لابد لها من حركة. اشغلها بحق وإلا شغلتك بباطل. وانظر الآن لأهل السيارات ينقسمون أقسام. إما أحياناً يذكر الله ويقرأ. وأحياناً بما أن الأمور تطورت عنده شريط يضعه ويسمع القرآن أو حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أو موعظة من المواعظ حقيقة يدل على تقوى وأن الإنسان يراقب خالقه. وانظر بعد ذلك للهمج الرعاع النسبة الكبيرة يضع الشريط ما كفى أن خبثه النفس يعمل ويفكر في الضلال ليزداد أيضاً ضلالاً آخر من غيره فيضع ايضاً شريط غناء شريط تمثيلية شريط ... الله عليم بالمفاسد الكثيرة التي اصطنعها الناس. لابد له من عمل وحركة وإرادة.