فإذن حب المدح وحب العظمة. التكبر الخيلاء. إذا نزل إلى الشارع ليقطع له الشارع ما ينبغي أن يزاحمة أحد لا يمشى أحد معه.. لم؟ كان الإمام السبكي عليه رحمة الله ومعه والده ـ تاج الدين السبكى يمشى مع تقي الدين السبكى فاعترضهما كلب. فقال تاج الدين السبكي للكلب الذي مش بين يديهما أمام والده: اخسأ كلب ابن كلب فقال له والده: يا بنى قد اغتبته وأذللته والغيبة حرام والإذلال حرام فقال يا والدي أو ليس هو كلب ابن كلب قال شرط الجواب عدم التحقير. يقول: وفى هذه فائدة في انك إذا أردت أن تحزر من عاصي لا تحقره من باب النصح فلم قال يا بنى.. الطريق واسعة يسعني ويسعه. لم تزجره في الطريق كلب يمشى لم تزجره؟ هذا مشى عن كلب والحمار والبشر والبقر ولجميع الناس يعنى من الذي جعلني أتميز عليه في الطريق.
إذن حب هذه الأمور هذا من منازعة المخلوق لخالقه لصفات الربوبية. وهذا النوع الرابع من أخص الذنوب وأحقرها ولذلك من يتصف به قليل ((وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)) (?) وقد وصل الانحطاط بالناس من زمن قديم في صرف حق الخالق إلى المخلوق إلى حالة يندى لها الجبين ذكر أئمتنا في ترجمة العبد الخاسر المخذول محمد بن هانىء الذي توفى إلى غضب الله وسخطه سنه 362 هـ وهو كما قال الإمام الذهبي: خمير سكير يدين بدين الفلاسفة. قال يمدح المعز لدين الله الفاطمي:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار واحكم فأنت الواحد القهار