هذا هو الحي وذلك ميت ولذلك أطلق الله لفظ الموت على الكفار فقال في سورة النمل ((إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ)) (?) ما المراد بالموتى؟ موتى الأبدان أم موتى القلوب؟ القلوب: ((وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ـ انتبه بأي شيء قابل الموتى ـ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ)) (?) إذن لا تسمع الموتى كأنه يقول. لا تسمع من كفر بآيتنا إنما تسمع من آمن فذاك لا حيات عنده وواقع الأمر كذلك. قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله ـ ونعم ما قال نور الله قبره وفى غرف الجنان أرقده:

وفى الجهل قبل الموت موت ... لأهله وأبدانهم قبل القبور قبور

وأرواحهم في وحشة من جسومهم ... وليس لهم حتى النشور نشور

فالجاهل ميت. وما هو قبره؟ بدنه فعندنا ميت القلب. وعندنا ميت البدن، ولذلك المؤمن يخشى من موت قلبه ولا يخشى من موت بدنه وموت البدن ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)) (?) وموت البدن يؤجر عليه الإنسان كما قال نبينا ـ والحديث في درجة الحسن: ـ[الموت تحفة كل مؤمن] (?) هذه أعظم هدية تأتى من الله لعبده المؤمن. وهى الموت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015