ثبت عن أبى العالية وغيرة قال: أجمع أصحاب محمد صلوات الله وسلامة علية ورضي الله عن الصحابة الكرام أجمعين ـ أن كل من عصى الله فهو جاهل وأن كل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب إذن عندما يعصى الإنسان ربه يقل عقلة وقد يخرج عن حيز العقلاء بالمرة إذا كانت المعصية فاحشة قبيحة فعندما ينتهي منها ويعود إلى رشده وصوابه يوبخ نفسه ويلوم نفسه فصاحب العقل السليم والفطرة المستقية عندما يعصى الله يستاء ويسوؤه فعل المعصية وهذا حقيقة من علامات الأيمان وليس من علامات الأيمان ألا يعصى الإنسان إنما من علامات الأيمان أن يستاء عند المعصية وألا يصّر ولذلك لا بد من التوبة والناس على قسمين تائب وظالم ولا ثالث لهما قال الله ((وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) (?) .

من المعاصي التي تقدم ذكرها ومن غيرها قضية عامة لا تتخلف. قسم الله العباد إلى قسمين لا ثالث لهما إذن إذا عصى يتوب فإذا هو يستاء عندما يفعل المعصية. وحقيقة المعصية وإذا ما رجع الإنسان إلى ربه تميت القلب كما قال شيخ الإسلام في زمنه عبد الله بن المبارك:

رأيت الذنوب تميت القلوب ... وقد يورث الذل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها

وهل أفسد الدين إلا ... الملوك وأحبار سوء ورهبانها

فباعوا النفوس ولم يربحوا ... ولم تغل فى البيع أثمانها

ج

لقد رتع القوم فى جيفة ... يدن لذي العقل أنتابها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015