أنت عندما تريد أن تنظر لو علمت أن الله يراك قبل أن تنظر إلى المنظور إليه لا ستحييت.
إخوتي الكرام: فلنستحي من الله جلا وعلا ذهبت مرة إلى بعض الإخوة الذين ابتلوا بما ابتلى به الناس في بيوتهم. نسأل الله العافية من سخطة. فلما دخلت عليه كان التلفاز شغال وفيه أشكال ألوان. أحمر وأصفر وكل يلهي ويتسبب في غضب الله ولعنته. فلنا دخلت قال لأولاده. جاء الشيخ!! لا إله إلا الله. قلت يا عبد الله من أجل عبد ضعيف لا يملك لنفسه ولا يعلم لا هو ولا أنت مصيره هل هو في الجنة أو في جهنم. من أجل عبد ضعيف استحييت وما أرادت أنني أراك تنظر إلى هذه الأشكال الخبيثة في هذا الجهاز الخبيث؟ إلا تستحلا من الله؟ ! مخلوق ضعيف دخل عليك قال: " صكوا التلفزيون" وإذا جاء هذا " صكوه " هذا شيخ!! ورب العالمين ليس به قيمة عندك؟ كيف من أجل الشيخ " تصك التلفزيون " ومن أجل الله لا " تصكه "؟! أتجعل الله أهون الناظرين إليك؟ "وهو معكم أينما كنتم".
إخوتي الكرام: لا بد إذن من هذا المحك الذي يظهر المتقى من المخادع. ولذلك أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن التقوى حقيقتها ليست أشكالاً ظاهرة ليست هذه الحقيقة. هذه صور للتقوى. إنما حقيقة التقوى هي معانٍ راسخة في القلب. إذا ثبتت تخرج عنها أشكال منضبطة بفعل ما أمر وترك ما عنه نهى وزجر وحذر غنما هذا الأصل في القلب أما إذا لم يكن هذا المعني في القلب فأمام الناس تتقي وفى الغيبة لا تتقى أمام الشيخ " صكوا التلفزيون " وعند خروجه افتحوه على مصراخيه على كل شيء!! إذن هذه ليست تقوى. هذا إذن القلب خبيث ليس فيه تقوى.
ولقد أشار نبينا - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا. فانتبهوا لهذا المعنى. ثبت في مسند وصحيح مسلم وسنن الترمذي عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: