فحال الروح عجيب، وأمرها غريب، ونحن ندرك آثارها، ولا نحيط بكيفيتها وأحوالها فكيف سنحيط بصفات رب العالمين، وأنى تتماثل صفاته بصفات المخلوقين، روى أبو نعيم في الحليلة وغيره أيضاً عن سلمان الفارسي – رضي الله تعالى عنه – أنه قال لعبد الله بن سلام – رضي الله تعالى عنه –: أينا مات قبل صاحبه فليتراء له، قال عبد الله بن سلام – رضي الله تعالى عنه – أويكون ذلك؟ قال سلمان – رضي الله تعالى عنه –: نعم، إن نسمة المؤمن مخلاة تذهب في الأرض حيث شاءت، ونسمة الكافر في سجين، قال عبد الله بن سلام: فمات سلمان – رضي الله تعالى عنهما – فبينما أنا ذات يوم قائل بنصف النهار على سرير لي فأغفيت إغفاءة إذ جاء سلمان – رضي الله تعالى عنه – فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أبا عبد الله، كيف وجدت منزلك؟ قال: خيراً، وعليم بالتوكل فنعم الشيء التوكل، ردده ثلاث (?) مرات – عليه رضوان الله ورحمته –.
رابعاً: أحوال تعلق الروح بالأبدان في الدور التي يسكنها الإنسان:
للروح بالبدن خمسة أنواع من التعلقات، مغايرة الأحكام والاعتبارات، ولا نحيط علماً بتحقيق حالة من تلك الحالات، فسبحان ربنا الذي أحاط علمه بالظواهر والخفيات، وسبحانه فهو رب الأرض والسموات، وعالم بجميع أحوال المخلوقات، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السموات , وإليك تلك التعليقات، جعلنا الله الكريم من أهل البصائر النيرات وختم لنا بالحسنى إنه سميع مجيب الدعوات.
التعلق الأول: