وهذا الأمر الذي وضحه نبينا - صلى الله عليه وسلم - في هذين الحديثين أشارت إليه آيات القرآن الكثيرة ففي مطلع القرآن وأول سورة فيه بعد الفاتحة وهى سورة البقرة وأول ما نزل في المدينة المنورة يقول ربنا جل وعلا في بداية السورة [ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ] (?) ثم ذكر نعوت المتقين وبأي شيء يحصل ذلك الوصف فيهم وكما قلنا لا بد من القيام بما أوجبه الله وترك ما نهانا عنه نهي تحريم ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ُينفِقُونَ. والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (?) وقال ربنا جل وعلا في سورة البقرة بعد آيات منها ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (?) إذا أردتم أن تكونوا من المتقين فلا بد من عبادة رب العالمين ولما اخبرنا في وسط السورة أنه شرع ما شرع لنا من الأحكام والحدود.