وقد يقول قائل أن معاملة الإنسان لغيره من بنى جنسه بالمعروف تدخل في تقوى الله جل وعلا فلا يبلغ الإنسان حقيقة التقوى حتى يقوم بفعل المأمور وترك المحظور ومن ذلك معاملة الإنسان لغيره فلم أفرد نبينا - صلى الله عليه وسلم - معاملة المخلوق المخلوق في قسم مستقل وجملة مستقلة؟ لِمَ لمْ يقتصر على قوله:] اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها [ويدخل في التقوى كما قلت في معاملة الإنسان لغيرة عن طريق تحكيم شرع ربه جل وعلا في تلك المعاملة فلا تحقق التقوى إلا بذلك إنما افرد نبينا - صلى الله عليه وسلم - معاملة المخلوق عن التقوى مع أنها فرد من أفرادها وتدخل في ضمنها تتضمن معاملة المخلوق بالتي هي أحسن افردها لئلا يظن ظان أن تقوى الله - عز وجل - مجرد صلة بين الإنسان وبين ربه جل وعلا ليبتعد بنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن المفاهيم التي ضل بها الأمم السابقة كما هو الحال عند النصارى وغيرهم عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة فالله - عز وجل - عندهم لا يعرف إلا في المسجد والتدين عندهم صله بين الإنسان وبين ربه ولا دخل للشريعة في شئون الحياة لئلا يقع الناس في المحظور بين نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن أمر الإنسان لا يتم ولا يقبل الإنسان عند الله جل وعلا إلا إذا اتقى ربه ومن ضمن ذلك معاملة الإنسان لغيره على حسب شرع ربه ولذلك قال: [وخالق الناس بخلق حسن] وقد أشار ربنا جل وعلا إلى أن من ضمن التقوى ويدخل في مفهومها معاملة الإنسان لغيره بالتي هي أحسن أن يخالقهم بالحسنى يقول جل وعلا ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ- من هم المتقون؟ - الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء (?) وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015