والكلام الجامع هو ما قل لفظه وكثر معناه. وهذا الحديث كذلك فهذا الحديث جمع جميع أنواع المعاملة فلا تخرج معاملة للإنسان مع غيره عن هذا الحديث فمعاملة الإنسان لغيره تنقسم إلى قسمين اثنين لا ثالث لهما إما معاملة مع الخالق جل وعلا وقد أشار إلى معاملة الإنسان مع خالقه وربه جل وعلا جملتان في هذا] اتق الله حيثما كنت [وإذا قدر أنك وقعت في شيء من التفريط والخطأ في حق الله جل وعلا] فأتبع السيئة الحسنة تمحها [تب إلى ربك جل وعلا فهو الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، هذا فيما يتعلق معاملة الإنسان مع خالقه.
وأما معاملة المخلوق مع مخلوق آخر وخالق الناس بخلق حسن أن تكف عنهم الأذى وأن تبذل لهم الندى أي المعروف والإحسان ولذلك معاملة الإنسان لغيره لا تخرج عن هذين القسمين: معاملة المخلوق مع الخالق فيجب عليه أن يعظمه وان يتقيه بفعل ما أمر الله وترك ما عنه نهى الله وإذا وقع المخلوق في خطأ مع خالقه فعليه أن يصحح الطريق وأن يرجع إلى الله جل وعلى] وأتبع السيئة الحسنة تمحها [ومعاملة المخلوق مع المخلوق تكون عن طريق الشفقة والإحسان على هذا المخلوق واليه] وخالق الناس بخلق حسن [.
إخوتي الكرام: والحديث ـ كما قلت ـ أشار إلى معاملة هذين الصنفين. هذين القسمين معاملة المخلوق لخالقه ومعاملة المخلوق لمخلوق مثله. ولذلك كان هذا الحديث من جوامع الكلم التي اختص بها نبينا - صلى الله عليه وسلم - وفضله ربنا بذلك على أنبياء الله ورسله على نبينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه.