وثبت في مستدرك الحاكم، وتفسير ابن المنذر، بإسنادٍ صحيح عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وله حكم الرفع إلى نبينا -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: [إن حواء بعد أن أخرجت من الجنة كتب الله عليها الحيض] فكانت تحيض، وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أمنا عائشة -رضي الله عنها-[عندما كانت مع النبي -عليه الصلاة والسلام-في حجة الوداع وجاءها الحيض وبدأت تبكي دخل عليها النبي -عليه الصلاة والسلام-فقال لها: أنفستِ؟ قالت نعم: قال هذا شيءٌ كتبه الله على بنات آدم] فبنات حواء من بنات آدم فكن يحضن وأمهنَّ كانت تحيض، لكن فارقٌ بين الحيضين أنه قبل بني إسرائيل كان الحيض قليلاً قليلاً لا يزيد على يوم، فالمرأة تحيض ثم تطهر بعد ذلك، ولما عمل بنو إسرائيل لما عمل نسائهم ما عملن ابتلى الله النساء، بزيادةٍ في أيام الحيض، بحيث كانت المرأة تحيض عشرة أيامٍ، أو خمسة عشر يوماً، ثم استمر بعد ذلك في من بعدهن، إنما كانت مدة الحيض قليلة فلما فعلن ما فعلن، ليحبسهنَّ الله في البيوت كتب عليهنَّ الحيض، وسلط عليهنَّ الحيض، ثم بعد ذلك منعهنَّ من دخول المساجد.
إذاً بهذين الأمرين المرأة عورةٌ.
والأمر الثاني: هي بعضٌ من الرجل، فتميل إليه، ويحن عليها ويميل إليها، إذا كان الأمر كذلك لابد من الفصل بينهما، فإذا حصل اتصال حصل اختلاط، حصل قرب كل واحدٌ سيتطلع إلى الآخر، وبعد ذلك تتكدر أحوال الناس في بيوت رب الناس.
هذه الحادثة الأولى في بني إسرائيل.