والحديث رواه أبو داود، وابن ماجه، ورواه الحاكم في المستدرك، وابن حبان في صحيحه، وابن خزيمة في صحيحه، عن عليٍّ أيضاً -رضي الله عنه- وروي من رواية لبابة بنت الحارث -رضي الله عنهم أجمعين-: [يغسل بول الجارية ويُرشُ بول الغلام] إذا بالت الجارية قبل أن تَطْعَم وقبل أن تأكل بولها نجسٌ، لابد من غسله، وإذا بال الغلام قبل أن يَطْعَم وقبل أن يأكل إذا كان يرضع من ثدي أمه يكفى بأن تَرُش عليه ماءً وأن تنضحَه، وهذا الذي أخذ به الشافعي، والإمام أحمد، وجماهير المحدثين، -رضوان الله عليهم أجمعين- أنه يكفي في بول الغلام قبل أن يطعم، أي قبل أن يأكل شيئاً، غير لبن أمه أن يرش، إذا بال على الشيء وعلى الثياب، الإمام الشافعي -عليه رحمة ال-له استنبط تعليلاً لهذا، كما في سنن ابن ماجه في كتاب الطهارة عندما سأله أبو اليمان المصري وقال الحافظ في التقريب: هكذا وقع في سنن ابن ماجه أبو اليمان وإنما هو أبو لقمان، وهو محمد بن عبد الله الخراساني، إمامٌ مستور، كما قال الحافظ في التقريب: أبو اليمان، أبو لقمان، فقال: أبو لقمان الخراساني للإمام الشافعي: ورد في الحديث يُغْسَل بول الجارية ويرشُ من بول الغلام، ينضح من بول الغلام والماءان ماء واحد فعلام؟ فقال له أبو عبد الله الإمام الشافعي -عليهم جميعاً رحمة الله- إن بول الغلام من الماء والطين وإن بول الجارية من اللحم والدم فهمت لقِنْتَ؟ يعني وعيت هذا؟ فقال أبو اليمان الذي هو أبو لقمان قلت: لا، وضح لي كيف يكون بول الغلام من الماء والطين وبول الجارية من اللحم والدم؟ والحديث كما قلت في سنن ابن ماجه، فقال أبو عبد الله الشافعي -عليه رحمة الله- إن الله لما خلق آدم خلق حواء من ضِلَعه القصير فصار بول الغلام من الماء والطين، لأنه يرجع إلى أبيه الذي خلق من الماء الطين وهو آدم -على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه- وصار بول الجارية من اللحم والدم لأنها خلقت من لحمٍ ودم أصلها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015